vendredi 18 mars 2011




ما أجمل منظر الأطفال وهم يلهون ويلعبون..

كأنهم يعيشون في عالم غير عالمنا… في كوكب غير كوكبنا..

عالم البراءة والسذاجة..

كم أغبط ذاك الرجل الذي يحمل طفلته على رافعة عندما يدخل محلا تجاريا,.. أغبطه لأنه


يملك ما لا أملك..

عنده طفلة صغيرة … أو طفل صغير.. نعمة لا يحس بها إلا من يفتقدها!

وحتى ذلك اليوم الذي يرزقني الله فيه بطفلة _ إن شاء الله _..

ذلك اليوم الذي قد يأتي وقد لا يأتي.. أريد حتى ذلك اليوم أن أعيش بعض أحلام اليقظة..

لعل أحلام اليقظة تؤنسي.. أو لعلني أغير عالمي ولو مؤقتا وفي الخيال..

وأقول لطفلتي..

ما أجملك يا طفلتي.. أنت في عيني حورية من الحواري..

لا تلعبي بالكبريت.. إتركي السكين جانبا..

لا تقتربي من النار.. إياك والخروج في الشمس..

إبتعدي عن المسامير والزجاج..

إحذري من التعثر بالأحجار..

إمشي معي يا طفلتي على شاطي البحر.. أنا وأنت وحدنا..

أتصدقين أنك ملاك دنياي!!

إبتسمي لي حتى أحس بسعادة الحياة التي افتقدتها دهرا..


لعلني أجد في ابتسامتك ما يثير حماسي لأواجه العالم..

فضفضي بما في طفولتك... قولي لي أريد لعبة يا أبي..

لبيك يا بنتاه.. روحي فداك يا فلذة الكبد..

وأمشي أنا وطفلتي على شاطي البحر ويسراها ممسكة بيمناي..

وتضحك طفلتي عندما ترى طفلا آخر ملطخ بتراب البحر من أخمص قدميه إلى

رأسه..وتضحكني معها

ثم آخذها في حضني وأمشي بها.. يا لخفة وزنك يا طفلتي! لماذا لا تأكلين من يدي أمك!!

ثم أنزلها لتلعب على شاطي البحر.. وتصنع بيوتا وأشكالا من الطين.. والموج يداعب

قدميها الصغيرتين..

وتندمج في البناء.. وتجد يديها الصغيرتين راحتها في تصميم الأشكال التي يتقاذفها

خيالها البريء..

في تلك اللحظة.. لا تدري طفلتي شيئا عن مشاكل الفقر والجوع والحروب التي تطحن

العالم..

هي والطين صاحبان يكادا لا ينفصلان عن بعض.. عالم مليء بالورود والأزهار..

وتحركنا أنا وطفلتي من الشاطئ..

وذهبنا إلى قريتنا..

وفي القرية وجدت طفلتي أطفالا آخرين يشاركونها اللعب..وتركتها في عالمهم الغريب!

وجوه تحمل من البراءة ما يجعلك أحيانا تضحك من سذاجتها..

واندمجت إبنتي معهم في لعب طويل.. بدأ بصنع البيوت الطينية واستمر كأن ليس له

نهاية إلا أن آخذها من بينهم..

ويتخلل لعب الأطفال تصاعد بعض الأصوات احتجاجا أحيانا.. ومرحا أحيانا أخرى..

ويندمجون في مجموعات ليمثل كل أحد منهم دوره بكل سذاجة وبراءة وبساطة..

ثم أخذت طفلتي تبكي والدموع تجري على مقلتيها.. لماذا يا إبنتي تبكين؟!

فلان أخذ لعبتي!!

في قانون الطفولة البريئة، فإن من يأخذ لعبة طفل آخر كمن يسرق من بيوت الآخرين في

قانوننا..

وتصاعد صراخ طفلتي.. ولم يتوقف حتى إستعدت لها لعبتها..فنسيت كل شيء..

غريب موقفها.. يا لقلوب الأطفال البيضاء!! حتى في هذه المواقف لا يمكن أن يحملوا

أحقادا..

وذهب الطفل الذي كان قد استلب منها لعبتها غضبان أسفا بعد أن انتزعت منه اللعبة..

لعله لا يملك مثلها.. لعله يتيم الأبوين..لعله مغرم بجمع الأشياء فقط..

ولكن تبقى هذه رغبة طفل تستحق الإحترام..

فما أنبل الموقف الذي يقفه من يساعد هؤلاء الأطفال..

من يشتري لهم لعبا وحلوى..

من يضمهم في صدره إذا غابت عنهم الصدور.. ومن يتذكرهم في أفراحهم وأحزانهم..

من يدفع لهم ليسد رمق جوعهم.. من يحميهم من الرصاص ومن المجرمين..

هم ليس لهم ذنب في أي شيء في العالم.. إنهم مجرد كائنات تعيش في عالمنا ولكن لا

تعرف عنه شيئا .. وقد لا تحب أن تعرف عنه عندما تكتشف أنه عالم سفك الدماء والجوع

والبوار..عالمهم أجمل عالم في الدنيا..

وما أسرع رضاءه! عاد بعد هنيهة وكأن شيئا لم يكن.. وواصل اللعب مع الأطفال..

عندما أستيقظ من النوم أذهب لفراش الطفلة لأراها وأطمئن عليها.. وأجس نبضها..

وتتعود طفلتي على الإستيقاظ منتصف كل ليلة لتبدأ في صراخ لا معنى له في نظرنا..

ونستشيط غضبا لأنها أقضت مضجعنا.. كأنها منبه يعمل في غير أوانه..

وعندما يتفكر الإنسان في الأمر لا يجده يعدوا إضافة أخرى إلى حلاوة العيش مع الأطفال..

فالحياة عندهم صاخبة أحيانا .. ولو في منتصف الليل.. وهادئة أحيانا أخرى.. ولو في

عز النهار..

وتنتقل طفولتهم البريئة بين الصخب والهدوء لتعطي حياتنا معنى ولذة قد يفتقدها الكثير

من الناس..

فما أعظم نعمة الأطفال! وما أكثر من يهدرها!
إلى إبنتي في عالم الخيال __________________

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire